لا يعرف كثير من شباب غزة معنى المرور بحاجز اسرائيلي، فمنذ العام الفين وخمسة وبعد خروج جيش الاحتلال من القطاع اختفت الحواجز من قلب المدن وغاب حاجز ابو هولي الشهير الذي كان يقسم قطاع غزة.
لكن شباب غزة اختاروا اليوم اقامة جواجز اسرائيلية في قلب مدينة غزة موجهين رسالة مختلفة تتضمن اهمها توسيع حملة المقاطعة للشركات الامنية التي تخدم حواجز الاحتلال في الضفة اضافة الى توجيه رسالة تضامن للشباب في الضفة الغربية.
محمد أبو سمرة عضو حملة متحركين لأجل فلسطين، قال ان اقامة الحاجز لعدة ساعات للفت النظر لانتهاك حرية الحركة والتنقل ولنعرف الشباب الفلسطيني في غزة بالواقع المرير الذي يعيشه أهلنا في الضفة.
وعن وضع العلامة التجارية شركة HD على هذا الحاجز، اوضح ابو سمرة ان شركة HD تقوم بتوفير الأجهزة الالكترونية للاحتلال على الحواجز كما تقوم بفتح نقاط بيع في المستوطنات غير الشرعية وقيامها بتصميم الهوية البيرومترية للبحرية الاسرائيلية".
وأضاف "نعمل من خلال الفعالية على جمع توقيعات للعديد من الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية وشخصيات اعتبارية والطلاب لنشكل موقف جمعي فلسطيني كامل حول أننا لا نريد التعاطي مع شركة HD ونأثر عليها أخلاقيا حتي ننقل هذا الموقف الجمعي الفلسطيني الى العالم كله ليأخذ دوره في التصدي لهذه الانتهاكات الإسرائيلية ومقاطعة شركة HD حتى لا تتعامل مع جيش الإسرائيلي ويكون بدورها دور رادع للشركات الأخرى وأيضا التركيز على قضيتنا أن من حقنا وفق القانون الإنساني وفق اتفاقيات دولية أن نتحرك ضمن مدننا الفلسطينية وأن لا يكون هناك أى انتهاكات وسياسات عنصرية إسرائيلية اتجاه شعبنا الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال".
واعتبر ابو سمرة ان لكل منطقة فلسطينية ظروفها مع الحصار فغزة في حصار لا يوجد له مثيل في العالم والضفة من خلال مناطق عازلة وحواجز مغلقة أمام الفلسطينيين معتبرا ان هذا الواقع الذي نعيشه والحاجز الذي نظهره لأسقاط الضوء للعالم على انتهاكات يمارسها الاسرائيلي وجيشه على شعب الفلسطيني بأنماط مختلفة.
وقرب جامعة الازهر بغزة وقف عشرات الشباب من طلاب الجامعة يراقبون العلم الاسرائيلي الذي يرفرف مستغربين في البداية قبل ان يدفعهم الفضول للاقتراب من الحاجز الذي يقف فيه عدد من الشبان ملابس جنود الاحتلال الاسرائيلي وحاول بعضهم تجربة المرور بحاجز اسرائيلي.
امجد عويضة هو متطوع في الحملة يقول ان احببنا ان يري الناس هنا ما الذي يحدث في حواجز الضفة الغربية من معاناة.. شباب وموظفين ومدرسين كل الفئات يلي بتعدي عن الحواجز الإسرائيلية تعاني من ممرات.
ويضيف امجد الذي يمثل دور ضابط اسرائيلي في الحاجز :"أنا اليوم مشارك كضابط الحاجز كيف المعاناة والمعاملات وكيف الاعتقال لأهلنا بالضفة وكيف المعاملة القذرة التي يعامل بها جيش الاحتلال المارين عبره.
ويضيف المطلوب اليوم ازالة هذه الحواجز التي تحاصر الفلسطينيين في كل مكان ومقاطعة كل الداعمين للاحتلال الاسرائيلي.
اما شادية التي مرت بالحاجز للتجربة فتقول ان: "الحواجز الإسرائيلية فرقت التواصل الفلسطيني بين الضفة وغزة والثمانية واربعين.. مش معقول اكون فلسطينية ولا استطيع الوصول الى الجزء الاخر من الوطن".
وتضيف: "كنت صغيرة حين انسحب الاحتلال من غزة ولم امر بتجربة الحواجز لكن الان اشعر بتلك المعاناة التي عاشها من هم اكبر مني ويعيشها أهلنا في الضفة بوجود الحواجز... من حقنا حرية الحركة لكن دولة الاحتلال دولة تنتهك كل القوانين الدولية والمتعارف عليها خاصة الحق الفلسطيني وحرية الحركة والتنقل".
وطالبت الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان بشكل أساسي ان تلتفت لحق الشعب الفلسطيني في حرية الحركة