ابو العصاصيم ▬ | الاداره العامه | ▬
عدد المساهمات : 129 النقاط : 3752 تاريخ التسجيل : 03/06/2015 العمر : 26
| موضوع: وتستمر الحياة الخميس يونيو 04, 2015 6:32 am | |
| وتستمر الحياة دمعت عيناها لدى سماعها سؤال غير متوقع من ابنها الصغير , لماذا ليس لي اب ككل الأطفال يا أمي ؟ تذكرته عندما وقف في آخر يوم له في الحياة , صباح ذلك اليوم الجميل من شهر حزيران , والبساتين من حولها مزهرة اشجارها وافرة ظلالها , شمسها الحانية لطيفة رقيقة , هوائها ينعش الالباب , كانت على موعد مع الاهل لتمضية سحابة ذلك اليوم في المنزل الريفي الذي تألق بحدائقه الغناء , ذلك الصباح وقف مزهوا يتأمل إبنه الصغير إبن العام ونيف يلهو بألعابه وإبنته الحديثة ولادة في مهدها ثم ألقى نظرة على والدته الشيباء المنشغلة بتصليح ثوبها وانتبه أخيرا إلى زوجته التي حدجته بنظرة حيرى فودعها بابتسامة وغادر البيت . أخذت صغيرها بالأحضان وشدته بقوة الى صدرها الذي يشتعل نارا , استذكرت ذلك اليوم الذي قلب حياتها رأسا على عقب وباتت ايامها وسنين عمرها حزينة داميه ومؤلمه , بل البالغة الحزن والأسى . عند خروجه من المنزل , كان كطير يرفرف سعيدا محلقا في الفضاء , يستعرض قوته في سماء صافيه , ذلك اليوم التقى بأصدقاءه وسط البلدة في لقاء رتب له بالأمس , في لحظة صمت سمع الأصدقاء صوت الصفير ينطلق تباعا ويتردد صداه في كل مكان . ـ الصفير هو دلالة على دخول جند الاحتلال البلدة ـ سارع الأصدقاء لنجدة شباب الإنتفاظة وملقاة الجند عند الطرف الشمالي للبلدة التي وصفها الإحتلال أنها كقنينة ليس لها إلا مدخل واحد , وبدأ جند الصهاينة يطلقون الرصاص نحو الشباب الأعزل, وحولق الشباب حولهم يرمونهم بالحجارة المقدسة بواسطة المقاليع . إخترقت رصاصة صدره فخر مغشيا عليه , حمله الأصدقاء على الأكتاف وسط زوبعة من النيران وهم يحاولون ايصاله الى وسط البلدة ونقله الى المدينة لإسعافه . سمعت الزوجة ما هالها من خوف ورعب الذي يسيطر على كل الأمهات عند دخول جند العدو البلدة ـ ذلك أن الشباب يسارعون إلى التصدي لهم ويستمتعون بضربهم ـ صعدت سطح المنزل مستطلعة الخبر , وهز كيانها موجة من كهرباء سرت في جسدها النابض بالحياة , وأصاب القلب وخزات متلاحقه تنذر بوجود أمر جلل , ففي الصباح تصرف زوجها على غير عادته , وكأنه يودع العائلة والبيت والدنيا بأسرها , كان منشرح الصدر تغشاه سكينة غير معهوده , لم تسأل الزوجة عن سر إندفاعه في يوم لم يكن لديه عمل . هناك في وسط البلدة تجمهر السكان في هرج ومرج وحال الجميع يتساءل ما الذي جرى . ساعة مضت وإذا بالقرية كأنها خلية نحل تدوي في أرجائها أصوات التكبير ونبرات التهديد والوعيد بالإنتقام . في وسط البلدة كانت سيارة الحاج علي في الإنتظار فحملوه فيها واخترقت السيارة وسط البلدة الى مدينة الخليل لإسعافه , لكن الأمر لم ينتهي بعد , كانت سيارة العدو تتربص بطرف القرية لتمنع السيارة من مواصلة السير وإسعافه , بل لتتأكد من موته , هناك في مدخل البلدة الغربي لفظ أنفاسه الأخيرة , وانكب الأصدقاء عليه يبكوه ويودعوه , ثم عادوا به إلى البلدة بقلوب ملئها الأسى والغضب, عادوا به إلى بيته , إلى زوجته وأمه ,وصغيريه . عاد الى منزله يقطر دما , عاد مبتسما كما خرج , لكنه عاد محمولا على الأكتاف , رأته الزوجة فكادت عيناها تخرجا من محجرهما من هول المصاب فوقعت أرضا مغشيا عليها , وصعقت الأم صوتا مدويا هز أركان البيت وقلوب الناس من حولها ووقعت عليه تبكيه وتقبله بعنف وتتوسل اليه ان يفيق , وساد البيت الذي تهادى إليه كل أهل البلدة من كل صوب وحدب , ظلام الظلم وقسوة الحياة بفقدان رأس البيت وعمود خيمته . ساعة من الزمن مرت كأنها دهرا , البكاء والحزن والتكبير والتهليل والوعيد بالإنتقام من العدو ,ثم حمل إلى مقبرة البلدة ودفن فيها عند من سبقوه من الشهداء والأهل , لكن الزوجة التي أحبته ساد ربيع حياتها شتاء عاصف ورعود حطمت أساس حياتها , ورأت أن الحياة لا قيمة لها بغيابه, وخفف عنها صغيريها وحب الناس من حولها . فيما بعد عرفت الزوجة والأم وكل أهل البلدة أنه كان قائدا في تنظيم فدائي . ثم بدا لهم من بعد ما رأو تشتت الأبناء أن من مصلحة الزوجة والصغار أن تزف الى أخيه الأصغر وهكذا تم الأمر بعد عام من المصاب الجلل , وبالرغم من ذلك بقي الشهيد شمعة تضيء درب حياتها وتعيش على ذكراه . الآن , مضى عام على تخرج الأبن من الجامعة , بالأمس القريب تخرجت الإبنة من كلية الطب وتزوجت هذا اليوم 23/8/2011 م . وتستمر الحياة . رياض حلايقه | |
|
صقر ▐ | عضو جديد | ▐
عدد المساهمات : 61 النقاط : 3541 تاريخ التسجيل : 03/06/2015 العمر : 31
| موضوع: رد: وتستمر الحياة الخميس يونيو 04, 2015 7:32 am | |
| | |
|
ابو سلمان ▐ | عضو نشيط | ▐
عدد المساهمات : 102 النقاط : 3627 تاريخ التسجيل : 04/06/2015 العمر : 30
| موضوع: رد: وتستمر الحياة الخميس يونيو 04, 2015 8:07 am | |
| | |
|